أبواب الوتر
327- باب ما جاء في فضل الوتر
بسم الله الرحمن الرحيم
451- حدثنا قتيبة حدثنا الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الله بن راشد الزوفي عن عبد الله بن أبي مرة الزوفي عن خارجة بن حذافة أنه قال:
- "خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن الله أمدكم بصلاة هي خير لكم من حمر النعم، الوتر جعله الله لكم فيما بين صلاة العشاء إلى أن يطلع الفجر".
وفي الباب عن أبي هريرة وعبد الله بن عمرو وبريدة وأبي بصرة صاحب النبي صلى الله عليه وسلم.
قال أبو عيسى: حديث خارجة بن حذافة حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث يزيد بن أبي حبيب.
وقد وهم بعض المحدثين في هذا الحديث فقال: عبد الله بن راشد الزرقي وهو وهم.
328- باب ما جاء أن الوتر ليس بحتم
452- حدثنا أبو كريب أخبرنا أبو بكر بن عياش أخبرنا أبو إسحق عن عاصم بن ضمرة عن علي قال: الوتر ليس بحتم كصلاتكم المكتوبة، ولكن سن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
- "إن الله وتر يحب الوتر فأوتروا يا أهل القرآن".
وفي الباب عن ابن عمر وابن مسعود وابن عباس.
قال أبو عيسى: حديث علي حديث حسن.
ورواه سفيان الثوري وغيره عن أبي إسحق عن عاصم بن ضمرة عن علي قال: "الوتر ليس بحتم كهيئة الصلاة المكتوبة، ولكن سنة سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم".
453- حدثنا بذلك بندار أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان.
وهذا أصح من حديث أبي بكر بن عياش.
وقد روى منصور بن المعتمر عن أبي إسحق نحو رواية أبي بكر بن عياش.
329- باب ما جاء في كراهية النوم قبل الوتر
454- حدثنا أبو كريب أخبرنا زكريا بن أبي زائدة عن إسرائيل عن عيسى بن أبي غرة عن الشعبي عن أبي ثور الأزدي عن أبي هريرة قال:
- "أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أوتر قبل أن أنام".
قال عيسى بن أبي غرة، وكان الشعبي يوتر أول الليل ثم ينام.
وفي الباب عن أبي ذر.
قال أبو عيسى: حديث أبي هريرة حديث حسن غريب من هذا الوجه.
وأبو ثور الأزدي اسمه حبيب بن أبي مليكة.
وقد اختار قوم من أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم أن لا ينام الرجل حتى يوتر.
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
- "من خشي منكم أن لا يستيقظ من آخر الليل فليوتر من أوله، ومن طمع منكم أن يقوم من آخر الليل، فإن قراءة القرآن في آخر الليل محضورة وهي أفضل".
455- حدثنا بذلك هناد قال أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم.
330- باب ما جاء في الوتر من أول الليل وآخره
456- حدثنا أحمد بن منيع أخبرنا أبو بكر بن عياش أخبرنا أبو حصين عن يحيى بن وثاب عن مسروق
- "أنه سأل عائشة عن وتر النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: من كل الليل قد أوتر أوله وأوسطه وآخره، فانتهى وتره حين مات في وجه السحر".
قال أبو عيسى: أبو حصين اسمه عثمان بن عاصم الأسدي.
وفي الباب عن علي وجابر وأبي مسعود الأنصاري وأبي قتادة.
قال أبو عيسى: حديث عائشة حديث حسن صحيح.
وهو الذي اختاره بعض أهل العلم: الوتر من آخر الليل.
331- باب ما جاء في الوتر بسبع
457- حدثنا هناد أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن يحيى بن الجزار عن أم سلمة قالت:
- "كان النبي صلى الله عليه وسلم يوتر بثلاث عشرة، فلما كبر وضعف أوتر بسبع".
وفي الباب عن عائشة رضي الله عنها.
قال أبو عيسى: حديث أم سلمة حديث حسن.
وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم الوتر بثلاث عشرة وإحدى عشرة وتسع وسبع وخمس وثلاث وواحدة.
قال إسحق بن إبراهيم: معنى ما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوتر بثلاث عشرة قال: إنما معناه إنه كان يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة مع الوتر فنسبت صلاة الليل إلى الوتر.
وروى في ذلك حديثا عن عائشة.
واحتج بما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
- "أوتروا يا أهل القرآن".
قال: "إنما عنى به قيام الليل، يقول إنما قيام الليل على أصحاب القرآن".
332- باب ما جاء في الوتر بخمس
457 م - حدثنا إسحق بن منصور أخبرنا عبد الله بن نمير أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت:
- "كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل ثلاث عشرة ركعة يوتر من ذلك بخمس لا يجلس في شيء منهن في آخرهن، فإذا أذن المؤذن قام فصلى ركعتين خفيفتين".
وفي الباب عن أبي أيوب.
قال أبو عيسى: حديث عائشة حديث حسن صحيح.
وقد رأى بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم الوتر بخمس، وقالوا لا يجلس في شيء منهن إلا في آخرهن.
333- باب ما جاء في الوتر بثلاث
458- حدثنا هناد أخبرنا أبو بكر بن عياش عن أبي إسحق عن الحارث عن علي قال:
- "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بثلاث يقرأ فيهن بتسع سور من المفصل، يقرأ في كل ركعة بثلاث سور، آخرهن {قل هو الله أحد}".
وفي الباب عن عمران بن حصين وعائشة وابن عباس وأبي أيوب وعبد الرحمن بن أبزى عن أبي بن كعب.
ويروى أيضا عن عبد الرحمن بن أبزى عن النبي صلى الله عليه وسلم.
هكذا روى بعضهم فلم يذكر فيه عن أبي.
وذكر بعضهم عن عبد الرحمن بن أبزى عن أبي.
قال أبو عيسى: وقد ذهب قوم من أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم إلى هذا ورأوا أن يوتر الرجل بثلاث.
قال سفيان: إن شئت أوترت بخمس، وإن شئت أوترت بثلاث، وإن شئت أوترت بركعة.
قال سفيان: والذي أستحب: أن يوتر بثلاث ركعات.
وهو قول ابن المبارك وأهل الكوفة.
459- حدثنا سعيد بن يعقوب الطالقاني أخبرنا حماد بن زيد عن هشام عن محمد بن سيرين قال: كانوا يوترون بخمس وبثلاث وبركعة ويرون كل ذلك حسنا.
334- باب ما جاء في الوتر بركعة
460- حدثنا قتيبة أخبرنا حماد بن زيد عن أنس بن سيرين قال: سألت ابن عمر فقلت: أطيل في ركعتي الفجر؟ فقال:
- "كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل مثنى مثنى، ويوتر بركعة، وكان يصلي الركعتين والأذان في أذنه".
وفي الباب عن عائشة وجابر والفضل بن عباس وأبي أيوب وابن عباس.
قال أبو عيسى: حديث ابن عمر حديث حسن صحيح.
والعمل على هذا عند بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين: رأوا أن يفصل الرجل بين الركعتين والثالثة، يوتر بركعة.
وبه يقول مالك والشافعي وأحمد وإسحق.
335- باب ما جاء ما يقرأ في الوتر
461- حدثنا علي بن حجر أخبرنا شريك عن أبي إسحق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:
- "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الوتر بسبح اسم ربك الأعلى، وقل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد في ركعة ركعة".
وفي الباب عن علي وعائشة وعبد الرحمن بن أبزى عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قال أبو عيسى: وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم:
- "أنه قرأ في الوتر في الركعة الثالثة بالمعوذتين وقل هو الله أحد".
والذي اختاره أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم أن يقرأ بسبح اسم ربك الأعلى، وقل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد. يقرأ في كل ركعة من ذلك بسورة.
462- حدثنا إسحق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد البصري أخبرنا محمد بن سلمة الحراني عن خصيف عن عبد العزيز بن جريج قال:
- "سألت عائشة بأي شيء كان يوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: كان يقرأ في الأولى بسبح اسم ربك الأعلى، وفي الثانية بقل يا أيها الكافرون، وفي الثالثة بقل هو الله أحد والمعوذتين".
قال أبو عيسى: وهذا حديث حسن غريب.
وعبد العزيز هذا والد ابن جريج صاحب عطاء.
وابن جريج اسمه عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج.
وقد روى هذا الحديث يحيى بن سعيد الأنصاري عن عمرة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
336- باب ما جاء في القنوت في الوتر
463- حدثنا قتيبة أخبرنا أبو الأحوص عن أبي إسحق عن بريد بن أبي مريم عن أبي الحوراء قال: قال الحسن بن علي:
- "علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في الوتر: اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي فيما أعطيت وقني شر ما قضيت فإنك تقضي ولا يقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت".
وفي الباب عن علي.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث أبي الحوراء السعدي واسمه ربيعة بن شيبان.
ولا نعرف عن النبي صلى الله عليه وسلم في القنوت شيئا أحسن من هذا.
واختلف أهل العلم في القنوت في الوتر، فرأى عبد الله بن مسعود القنوت في الوتر في السنة كلها، واختار القنوت قبل الركوع.
وهو قول بعض أهل العلم.
وبه يقول سفيان الثوري وابن المبارك وإسحق وأهل الكوفة.
وقد روي عن علي بن أبي طالب أنه كان لا يقنت إلا في النصف الآخر من رمضان، وكان يقنت بعد الركوع.
وقد ذهب بعض أهل العلم إلى هذا.
وبه يقول الشافعي وأحمد.
337- باب ما جاء في الرجل ينام عن الوتر أو ينسى
464- حدثنا محمود بن غيلان أخبرنا وكيع أخبرنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- "من نام عن الوتر أو نسيه فليصل إذا ذكر وإذا استيقظ".
465- حدثنا قتيبة أخبرنا عبد الله بن زيد بن أسلم عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
- "من نام عن وتره فليصل إذا أصبح".
وهذا أصح من الحديث الأول.
سمعت أبا داود السجزي يعني سليمان بن الأشعث يقول: سألت أحمد بن حنبل عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم؟ فقال: أخوه عبد الله لا بأس به".
وسمعت محمدا يذكر عن علي بن عبد الله أنه ضعف عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وقال: عبد الله بن زيد بن أسلم ثقة.
وقد ذهب بعض أهل الكوفة إلى هذا الحديث. وقالوا: يوتر الرجل إذا ذكر وإن كان بعد ما طلعت الشمس.
وبه يقول سفيان الثوري.
338- باب ما جاء في مبادرة الصبح بالوتر
466- حدثنا أحمد بن منيع أخبرنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة أخبرنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
- "بادروا الصبح بالوتر".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
467- حدثنا الحسن بن علي الخلال أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن يحيى بن أبي كثير عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
- "أوتروا قبل أن تصبحوا".
468- حدثنا محمود بن غيلان أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا بن جريج عن سليمان بن موسى عن نافع عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
- "إذا طلع الفجر فقد ذهب كل صلاة الليل والوتر فأوتروا قبل طلوع الفجر".
قال أبو عيسى: وسليمان بن موسى تفرد به على هذا اللفظ.
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
- "لا وتر بعد صلاة الصبح".
وهو قول غير واحد من أهل العلم.
وبه يقول الشافعي وأحمد وإسحق: لا يرون الوتر بعد صلاة الصبح.
339- باب ما جاء لا وتران في ليلة
468 م - حدثنا هناد أخبرنا ملازم بن عمرو قال حدثني عبد الله بن بدر عن قيس بن طلق بن علي عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
- "لا وتران في ليلة".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب.
واختلف أهل العلم في الذي يوتر من أول الليل ثم يقوم من آخره فرأى بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم نقض الوتر، وقالوا يضيف إليها ركعة ويصلي ما بدا له، ثم يوتر في آخر صلاته لأنه لا وتران في ليلة. وهو الذي ذهب إليه إسحق.
وقال بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم: إذا أوتر من أول الليل ثم نام ثم قام من آخره: أنه يصلي ما بدا له ولا ينقض وتره ويدع وتره على ما كان. وهو قول سفيان الثوري ومالك بن أنس وأحمد وابن المبارك. وهذا أصح لأنه قد روي من غير وجه أن النبي صلى الله عليه وسلم قد صلى بعد الوتر.
469- حدثنا محمد بن بشار أخبرنا حماد بن مسعدة عن ميمون بن موسى المرائي عن الحسن عن أمه عن أم سلمة:
- "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي بعد الوتر ركعتين".
وقد روي نحو هذا عن أبي أمامة وعائشة وغير واحد عن النبي صلى الله عليه وسلم.
340- باب ما جاء في الوتر على الراحلة
470- حدثنا قتيبة أخبرنا مالك بن أنس عن أبي بكر بن عمر بن عبد الرحمن عن سعيد بن يسار قال:
- "كنت مع ابن عمر في سفر فتخلفت عنه فقال أين كنت؟ فقلت: أوترت، فقال أليس لك في رسول الله أسوة حسنة؟ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر على راحلته".
وفي الباب عن ابن عباس.
قال أبو عيسى: حديث ابن عمر حديث حسن صحيح.
وقد ذهب بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم إلى هذا، ورأوا أن يوتر الرجل على راحلته. وبه يقول الشافعي وأحمد وإسحق.
وقال بعض أهل العلم: لا يوتر على الراحلة فإذا أراد أن يوتر نزل فأوتر على الأرض. وهو قول بعض أهل الكوفة